Skip to content Skip to footer

اكتئاب المرأة

 

الاكتئاب هو مرض قاس وعصيب قد يشكل عبئا ثقيلا على الافراد وعلى العائلات. الاكتئاب الذي لا تتم معالجته قد يتفاقم ويتدهور الى حد العجز، العوز والاعتماد بل وحتى الانتحار. ومن شان الاكتئاب ان يسبب مشاكل عاطفية، سلوكية، صحية وحتى قضائية واقتصادية حادة تؤثر على كل مجالات الحياة. فى القرن الحادي والعشرون، بدأت تظهر مطالع الاهتمام بالأمراض النفسية، ودراسة آثارها على صحة الفرد والمجتمع في كل أرجاء العالم. من أهم تلك الأمراض النفسية بالطبع هو مرض الاكتئاب. في هذا المرض يكون عند المريض حزن عميق وتشاؤم وفقدان للأمل وشعور غامر بقلة الحيلة. يتطور المرض حتى يؤدي إلى تدهور وظائف الجسم المختلفة، وتسوء نوعية الحياة، وقد يفكر المرء في التخلص من حياته، وقد ينفذ عملية الانتحار فعليا. أثبتت كثير من الدراسات أن مرض الاكتئاب قد غدا “وباء صامتا” يسبب الكثير من الإعاقة النفسية والجسدية، وفقدان الأرواح أيضا. معلوم أيضا أن الاكتئاب يتداخل مع كثير من الأمراض الأخرى، بل ويقدر الخبراء أنه بحلول عام 2020م سيغدو الاكتئاب السبب الرئيس للإعاقة. كان فلاسفة القرون الماضية يعتقدون أن الاكتئاب مرض يصاحب “الحضارة”، وأن “الهمج” في أفريقيا وآسيا وغيرها من المناطق “المتوحشة” في مأمن من الإصابة به وبكل الأمراض النفسية الأخرى أيضا، بل كان الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو يمجد ويعظم من شأن من يعيشون خارج العالم الأوروبي “المتحضر” لبساطة حياتهم، ولخلوها من تعقيدات وإجهاد الحضارة! تبنى ذلك الرأي كبار علماء علم النفس قديما، فقال بعضهم أن الأمراض العقلية بين “المتوحشين” نادرة الحدوث مقارنة بما هو مشاهد عند “المتحضرين”، وجد بعض الباحثين في كثير من أقطار العالم أن المرأة أكثر عرضة للإصابة بمرض الاكتئاب من الرجل. واختلف العلماء في تفسير هذه النتيجة، فهنالك من عزاها لأسباب نفسية أو هرمونية خاصة بالمرأة عند الحيض أو بعد النفاس، أو للضغوط الاجتماعية الكثيرة التي تقع عليها من جانب الذكور، أو لتعرضها لإساءة معاملة جنسية كانت أو نفسية، أو لضعف تعليمها وثقافتها، كما أثبتت كثير من الدراسات أن الحروب من أكبر الأسباب المؤدية لحدوث الاكتئاب. فقد تزايدت نسبة حدوث الاكتئاب بين نساء لبنان بعد الحرب الأهلية هنالك. وحدوث حالات فقر وتفاوت طبقي، وعدم استقرار سياسي واجتماعي وسياسي في كثير من البلدان الإسلامية، مع تحولات واهتزاز في كثير من التقاليد والقيم القديمة. صحيح انه ليست ثمة معطيات احصائية دقيقة، لكن الاكتئاب يعتبر مرضا واسع الانتشار جدا. ويتعدى الاكتئاب جميع الحدود والفوارق، العرقية، والاجتماعية – الاقتصادية. فليس هنالك شخص محصن من الاكتئاب. يبدا الاكتئاب، بشكل عام، في سنوات الـ 20 المتاخرة من العمر، لكن قد يظهر الاكتئاب في اي سن وقد يصيب اي شخص، بدءا بالاولاد الصغار حتى العجز البالغين. عدد النساء اللواتي يتم تشخيص اصابتهن بمرض الاكتئاب يعادل ضعف عدد الرجال. وقد يعود سبب ذلك، جزئيا، الى حقيقة ان النساء اكثر ميلا للبحث عن علاج لمرض الاكتئاب. هناك الكثير من الأمراض الأخرى تدكرنا بمرض الاكتئاب الحاد و منها: اضطراب الاحكام وهو رد فعل عاطفي حاد على حدث مؤلم في الحياة. وهو مرض نفساني يرتبط بالتوتر النفسي ومن شانه ان يؤثر على العواطف، الافكار وعلى السلوك. الاضطراب ذو الاتجاهين او الاضطراب ثنائي القطب وهو الذي كان يسمى سابقا: الذهان الهوسي الاكتئابي يتميز هذا النوع من الاضطراب بمزاج متقلب من النقيض الى النقيض. دوروية المزاج أو اضطراب المزاج الدوري و هو احد انواع اضطراب الاحكام. الاكتئاب الجزئي او: خلل التوتة و هو مرض اقل حدة وصعوبة، لكنه مزمن اكثر من الاكتئاب. اكتئاب ما بعد الولادة و هو اكتئاب يظهر عند بعض النساء بعد ولادتهن اطفالا جددا. وهو يظهر، عادة، بعد شهر من الولادة. الاكتئاب الذهاني و هو اكتئاب حاد وصعب ترافقه اعراض وظواهر ذهانية، مثل الهلوسة الاضطراب الفصامي العاطفي وهو مرض يشمل مميزات واعراض مرض الفصام (الانفصام العقلي) واضطرابات المزاج اكتئاب الشتاء و هذا النوع من الاكتئاب مرتبط بتبدل الفصول وبالتعرض غير الكافي لاشعة الشمس.

ليس معروفا، حتى الان، السبب الدقيق الذي يؤدي الى ظهور الاكتئاب. و لكن الاعتقاد السائد، كما الحال بالنسبة الى امراض نفسية اخرى، هو ان العديد من العوامل البيوكيميائية (البيولوجية – الكيميائية)، الوراثية والبيئية يمكن ان تكون المسبب لمرض الاكتئاب، من بينها: عوامل بيوكيميائية: فهناك تغيرات فيزيائية (مادية) في ادمغة الاشخاص المصابين بمرض الاكتئاب. وليس معروفا بالضبط، حتى الان، ماهية هذه التغيرات ودرجة اهميتها، لكن استيضاح هذا الامر من شانه ان يساعد، في نهاية المطاف، على تعريف مسببات الاكتئاب وتحديدها. ومن المحتمل ان المواد الكيميائية الموجودة في دماغ الانسان بشكل طبيعي، وتدعى “ناقلات عصبية” ولها علاقة بالمزاج، تلعب دورا بالتسبب بمرض الاكتئاب. كما ان خللا في التوازن الهرموني في الجسم من شانه ايضا ان يكون سببا في ظهور الاكتئاب. عوامل وراثية: تشير بعض الابحاث الى ان ظهور الاكتئاب هو اكثر انتشارا لدى الاشخاص الذين لديهم اقرباء بيولوجيون مصابون بمرض الاكتئاب. ولا يزال الباحثون يحاولون الكشف عن الجينات ذات العلاقة بالتسبب بمرض الاكتئاب. عوامل بيئية: تعتبر البيئة، بدرجة معينة، مسببا لظهور الاكتئاب. و العوامل البيئية هي اوضاع وظروف في الحياة من الصعب مواجهتها والتعايش معها، مثل فقدان شخص عزيز، مشاكل اقتصادية والتوتر الحاد. هناك اتفاق بين الأبحاث التى أجريت على أن معدل الاكتئاب فى المرأة ضعف معدله فى الرجل ، وكان هناك اعتقاد فى الماضى بأن هذه النتائج ربما تكون خادعة حيث أن المرأة أكثر تعبيراً عن حالتها الوجدانية من الرجل وأكثر قبولاً للمساعدة الطبية النفسية ولذلك يظهر اكتئابها فى حين لا يظهر بسهولة اكتئاب الرجل … ولكن الأبحاث المنضبطة أثبتت أن هناك زيادة حقيقية فى معدل الاكتئاب لدى المرأة لا تقبل الشك للاسباب التالية :- 1-التكوين العاطفى للمرأة :- فليس هناك شك أن المرأة بفطرتها ذات مشاعر حيه وجياشه ، وقد خلقها الله تعالى هكذا لتواكب وظيفتها كزوجة ووظيفتها كأم … تلك الوظائف التى تحتاج إلى تواصل وجدانى كبير وبدون هذا التواصل الوجدانى تضطرب الأسرة وتتفكك عراها . 2-خبرات التعلق والفقد :- فالمرأة دائماً متعلقة بغيرها ، فهى تتعلق بشدة بأمها وأبيها وأخواتها ثم بعد ذلك بزوجها وأبنائها وأحفادها . وهى تندمج بقوة فى هذه العلاقات أكثر من الرجل وتصبح جزءاً هاماً من حياتها وبالتالي حين تفقد أياً من هذه العلاقات فإنها تصاب بالحزن والأسى وربما تصل لدرجة الاكتئاب . 3-التغيرات البيولوجية المتلاحقة : فمع بدأ أول دورة شهرية فى بدايات العقد الثاني من العمر والمرأة تمر بتغيرات هرمونية تتغير معها كيمياء الجسد والمخ ويزداد هذا الوضع مع الحمل والولادة . وبعد انقطاع الدورة تعانى المرأة من آثار انخفاض مستوى هرمون الاستروجين فى الدم . 4-العمل المستمر بلا راحة : فالوظائف التى تقوم بها المرأة لا تعرف الأجازات لأن متطلبات الزوج والأولاد والأحفاد لا تنتهى ، وهى لا تأخذ راحة فى أيام الجمع والعطلات بل ربما تعمل أكثر فى هذه الأيام فى تنظيف المنزل وإعداد الطعام للزوار من العائلة والأصدقاء ، وحين يأوى الرجل إلى فراشه ليلاً لينام ربما تسهر المرأة لرعاية طفل رضيع أو العناية بطفل مريض ، ثم هى مطالبة بعد ذلك أن تستيقظ فى الصباح المبكر وتوقظ أبناءها للذهاب إلى مدارسهم ثم تتهئ هى للذهاب إلى عملها وحين تعود إلى البيت فى الثانية بعد الظهر لا تأوى إلى السرير لتستريح بل تتجه مباشرة إلى المطبخ لإعداد طعام الغذاء . وعلى الرغم من هذه النسب العالية للإصابة بالاكتئاب فى المرأة فإن كثيراً من الحالات لا يتم تشخيصها لأن الاكتئاب لدى نسبة غير قليلة من النساء ربما لا يظهر فى صورة صريحة ولكن يظهر فى صورة شكاوى جسدية مثل الصداع المستمر وآلام بالجسد واضطرابات فى وظائف الجهاز الدوري أو الجهاز التنفسي أو الجهاز الهضمي أو الجهاز البولي والتناسلي ، وهذا يجعل الأمر يتداخل مع اضطرابات عضوية أخرى وتتوه المريضة بين التخصصات الطبية المختلفة مع أنها فى الأصل حالة اكتئاب نفسى ولكنه متخفى فى صورة أعراض جسمانية . كدلك هناك صعوبة لدى المرأة فى المجتمعات النامية للتصريح بأنها تعانى اضطراباً نفسياً لأن هذا يحمل وصمة اجتماعية نظراً لاقتران المرض النفسى بالجنون لدى عامة الناس واقترانه أيضاً بضعف الإيمان وعدم الصبر . لذلك حين لا توجد فرصة للتعبير عن الاضطرابات الوجدانية بشكل مباشر وصريح فإن الجهاز النفسي للمرأة يحول جزءاً كبيراً من الاكتئاب إلى أعراض جسمانية حيث تحظى هذه الاضطرابات الجسمانية بالقبول من الناس وتحظى بالرعاية من الأطباء ، ولها مصداقية تفوق كثيراً مصداقية الاضطرابات النفسية ولهذه الأسباب فإن 20% فقط من النساء المصابات بالاكتئاب ينلن حظهن من العلاج الدوائي أو النفسى أو كليهما معاً . ولكن للأسف الشديد وبسبب ظروف طبية واجتماعية ومادية فإن هذه الفئة التى تم تشخيصها وإخضاعها للعلاج إما أنها لا تأخذ علاجاً كافياً فتتحول الحالة إلى اكتئاب مزمن أو تأخذ علاجاً غير مناسب من الأساس .

الرجل هو السبب: تقع السيدات في الوطن العربي تحت ضغوط شديدة تسبب لها اكتئاباً مزمناً وربما عقداً نفسية ، ومن أهم مصادر اكتئاب المرأة هو الرجل ومعاملته السيئة ، والاستهزاء بما تقوم به سواء كان فى العمل أو في المنزل ، وهذا ما أشارت إليه دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة والتي أكدت أن من أهم أسباب إصابة المرأة بالاكتئاب سوء معاملة الرجل لها ، سواء كان زوجا أو أخا أو ابنا أو أبا . ومن خلال الدراسة تبين أن الواقع الاجتماعي للمرأة العربية ، واضطرارها للعيش تحت جناح الرجل وعجزها عن التمرد على بعض العادات والتقاليد الاجتماعية، سبب رئيسي في عدم قدرتها على أن تنعم بالهدوء النفسي لعدم قدرتها عن التعبير عن مشاعرها المختلفة ، وبخاصة أنها تدرك أنها لن تجني شيئا من وراء بوحها بما يجيش في صدرها. إن العنف ضد المرأة في المجتمعات العربية من أهم الأسباب المؤدية لاكتئابها ، وهذا العنف لا يقتصر على الزوج بل قد يمتد للطفولة طبقا لموروثات اجتماعية متعارف عليها ، حيث ما زال البعض ينظر للمرأة نظرة دونية فيمارس الأب أو الأخ سلطته علي البنت من خلال هذا المبدأ ويصل التعسف في التعامل معها في أحيان كثيرة للمنع من التعليم أو تحديد مستواه ودرجته وإجبارها على الزواج من شخص معين، وعند زواجها تنتقل سلطة الأب للزوج الذي يواصل حلقة التعسف ضدها بدعوى أن هذه هي الرجولة الصحيحة . أم الزواج هو السبب: غالباً ما تعتبر المرأة سهلة الوقوع في براثن الاكتئاب، نظراً الى تكوينها الجسدي والنفسي فنجدها قد تصاب بالاكتئاب، ولاسيما بعد الزواج لأنها مرحلة حاسمة في حياتها. لماذا يحصل ذلك؟ أمور عدّة يمكن أن تكون وراء إصابة المرأة بالإكتئاب، أبرزها: – بعد الزواج، يصبح للمرأة “التزامات” وواجبات لم تكن موجودة، من هنا تبدأ معاناة الصدمة مثلاً أو الندم في بعض الأحيان على قرارها بالزواج، الأمر الذي قد يزعجها ويتعبها نفسيّاً. – غالباً ما تكتشف المرأة بعد وقت من العلاقة أن زوجها شخص آخر وله اهتمامات وعادات وبيئة مختلفة عنها، الأمر الذي يزعجها ويجعلها غير مرتاحة كما في البداية. – غالباً ما تتزوج المرأة عن غير إقتناع كامل أي أنها “تعشق وتهوى” وتنسى كل إلتزامات الحياة الزوجيّة. لذا، من المهم جداً أن تتعلم كل فتاة مفاهيم وقيمة الزواج، وتتدرب على ذلك وتعرف أنه البداية الحقيقيّة للواقع الذي يجمع بين شخصين قبل إقدامها على هذه الخطوة. وننصح كل امرأة قبل الإقدام على الزواج، أن تفهم نفسها جيداً قبل أن تشارك شخصاً آخر في حياته أو يشاركها حياتها، فالزواج هو حياة ثنائية لا بد من أن تدخل إليها المشاكل، لكن لا بدّ أن نجد حلول لها والإكتئاب ليس أمراً جيّداً ولن يفيد أبداً. أن أعراض الاكتئاب لدى الرجال تختلف تماما عنها لدى النساء، إذ غالبا لا يصاب الرجال بنوبات حزن شديدة وفقدان الاهتمام والدافعية نحو تأدية المهام الحياتية كما يحدث لدى النساء، لكن تظهر لديهم أعراض الاكتئاب عبر تناول الكحول وزيادة العدوانية تجاه الآخرين وفرط النشاط في العمل وممارسة الرياضة ، و هذه السلوكيات تعد أهم الأسلحة التي يلجأ إليها الرجل لمواجهة الضغط العصبي والتوتر النفسي. فإذا أُصيب الرجل بنوبة اكتئاب فإنه يحاول التصدي لها حينئذ بتكثيف ممارسته للرياضة أو تركيز اهتمامه على العمل وأنشطة الإنترنت كمواقع التواصل الاجتماعي مثلا، كي يصرف ذهنه عن المتاعب النفسية التي يعاني منها. كما أن قيادة السيارات بشكل أهوج وطائش يمكن أن يشير أيضا إلى معاناة الرجل من الاكتئاب.ونظرا لقلة اعتراف الرجال بما يعانون من أعراض تشير إلى متاعبهم النفسية، لا يتم تشخيص وعلاج الأمراض النفسية لدى الرجال بشكل كاف، ومن ثم تظهر أعداد الإصابة بالاكتئاب لدى الرجال أقل منها لدى النساء، مما يؤدي إلى ارتفاع احتمالية تفكيرهم في الانتحار وتزداد لديهم معدلات الإصابة بالأمراض المصاحبة والناتجة عن الاكتئاب.

اكتئاب ما بعد الولادة: يعتبر اكتئاب ما بعد الولادة(بالإنجليزية: نوعا من أنواع الاكتئاب التي تحدث بعد ولادة الطفل. ويمكن أن يبدأ الاكتئاب أثناء الحمل ولكن لا يطلق عليه اكتئاب ما بعد الولادة إلا إذا استمر بعد ولادة الطفل. واكتئاب ما بعد الولادة حالة شائعة ونعلم أن هنالك ما بين عشرة إلى خمس عشرة امرأة من كل مائة امرأة تضع طفلا وتصاب بهذه الحالة. ويمكن أن يفوق العدد الحقيقى هذا لأن العديد من النساء لا يقمن بطلب المساعدة والتحدث مع الآخرين بأحاسيسهن. إن أعراضاكتئاب ما بعد الولادة مشابهة لأعراض أى اكتئاب آخر. وتشمل الشعور بالتعاسة وفقدان الاهتمام بالأمور التي تكون تهم المرأة عادة. والفرق الوحيد هو أن هذه الأحاسيس تبدأ عادة خلال الأشهر الثلاثة التي تلي ولادة الطفل. تصف النساء أعراض الشعور بالإرهاق في الوقت الذي يحتاج فيه الطفل لكثير من الرعاية والانتباه. يمكن لأى امرأة وضعت طفلا الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة اذا شعرت بانهالا تستطيع تحمل مسؤلية الرضيع وانها لا تستحق ان تكون ام. يعتبر قدوم الطفل مرحلة تغيرات كبيرة، وتصاب الأمهات الجدد بتغيرات بيولوجية وجسدية وعاطفية واجتماعية. و من المرجح أن اكتئاب ما بعد الولادة يسببه خليط من هذه الأشياء. و يمكن لأحداث مزعجة أخرى تحدث في نفس الوقت أن تساهم في خلق اكتئاب ما بعد الولادة. يعتقد أحياناً أن اكتئاب ما بعد الولادة يحدث بسبب نقص الفيتامينات. دراسات أخرى تميل إلى إظهار أن الأسباب الأكثر احتمالا هي تغييرات كبيرة في هرمونات المرأة خلال فترة الحمل. التغيرات السريعة التي تحصل بعد الوضع في مستوى الهرمونين الأنثويين الأستروجين والبروجيستيرون تؤثر بشكل كبير على الصحة العقلية للمرأة. فالمعروف أن المبيضين والمشيمة هي التي تفرز البروجيستيرون والاستروجين، لتمكين الرحم من احتضان البويضة الملقحة والحفاظ عليها. ويرتفع مستوى هذين الهرمونين 10 أضعاف خلال فترة الحمل، وانخفاض مستواهما بشكل حاد قد يؤدي إلى الإجهاض. وبعد الوضع، ينخفض مستوى البروجيستيرون بشكل كبير إلى ان يصل إلى ما كان عليه قبل الحمل في غضون 72 ساعة بعد الوضع. ويعتقد الخبراء أن هذا الانخفاض الدراماتيكي في مستوى الهرمونات الأنثوية يلعب دورا مهما في الاكتئاب الذي تصاب به العديد من النساء بعد الوضع. وخلال فترة الحمل يرتفع مستوى الإندورفينات، وهي مواد طبيعية تعمل على تحسين المزاج، بيد أن مستوى هذه المواد ينخفض بشكل حاد بعد الحمل، الأمر الذي قد يساهم في تعزيز احتمالات الإصابة بالاكتئاب. وبالإضافة إلى هذه التغيرات الفيزيائية، هناك عوامل أخرى ربما تساهم في الإصابة باكتئاب ما بعد الوضع وتشمل الحمل الصعب أو الولادة الصعبة والمشاكل الزوجية والرضيع المتطلب جدا وإحساس المرأة بأنها لم تعد حاملا. والواقع انه لا يمكن تحديد النساء المعرضات للإصابة باكتئاب ما بعد الوضع من خلال مستوى الهرمونات، ولكن هناك فئات عديدة من النساء أكثر عرضة من غيرهن للإصابة بالمرض وتشمل النساء اللواتي أصبن بالمرض بعد حمل سابق والنساء اللواتي شهدن تجربة ولادة عسيرة والنساء اللواتي سبق أن أصبن باكتئاب ما قبل الوضع وكذلك النساء اللواتي أصبن من قبل باكتئاب لا علاقة له بالحمل والنساء اللواتي لديهن أم أو أخت عانت من اكتئاب ما بعد الوضع على اعتبار ان هذه الحالة المرضية تنتقل على ما يبدو بين أفراد العائلة.

وطبقاً لدليل التشخيص الأمريكي الرابع (DSM IV) يتم تشخيص الاكتئاب إذا توافر 5 أو أكثر من الأعراض التالية: – مزاج اكتئابي معظم الوقت . – انخفاض كبير فى الاهتمامات أو الإحساس بالمتعة فى ممارسة الأنشطة المختلفة . – انخفاض واضح فى الوزن ، وفى بعض الحالات تكون هناك زيادة فى الوزن . – أرق فى النوم أو زيادة فى النوم . هياج حركي مع الإحساس بعدم الاستقرار ، أو خمول حركي مع الإحساس ببطء الإيقاع . – التعب وفقد الطاقة . – الإحساس بعدم القيمة ، ولوم النفس والإحساس بالذنب . – ضعف القدرة على التفكير وضعف التركيز والتردد وعدم القدرة على اتخاذ القرارات . – التفكير فى الموت إما بتمني الموت أو التفكير فى الانتحار أو التخطيط له أو محاولة الانتحار . واتباع قواعد التشخيص بشكل علمي يعطى فرصة لالتقاط حالات الاكتئاب وعلاجها ، ويعطى فرصة للتفريق بين الاكتئاب كمرض والحزن كعرض ، فنحن كبشر يمكن أن نحزن ونتأثر وجدانياً ونفقد اهتماماتنا وحماسنا لبعض الوقت وتتأثر الشهية للطعام لدينا ونعانى بعض الأرق ونشعر بتفاهة أنفسنا أو تفاهة الحياة ، ولكن هذا لا يصل إلى درجة المرض الذي يحتاج للتدخل العلاجي الطبي . ليس هنالك طريقة للوقاية من الاكتئاب. لكن اتخاذ تدابير للسيطرة على التوتر، للرفع من مستوى البهجة ومستوى التقدير الذاتي من شانها ان تساعد. كذلك الدعم من قبل الاصدقاء والاهل، وخاصة في فترات الازمة يمكنه ان يساعد في التغلب على حالة الاكتئاب. واضافة الى ذلك، من شان العلاج المبكر للمشكلة حال ظهور العلامات او الاعراض الاولى ان يساعد وان يمنع منع تفاقم الاكتئاب ، والعلاج الوقائي الطويل المدى ايضا يمنع تكرار اعراض الاكتئاب. كلما قل مستوى نشاط المرأة البدني وكثرت ساعات جلوسها كلما زاد احتمال إصابتها بالاكتئاب..أحد أكثر أمراض العصر النفسية شيوعا. وأوضحت الدراسة فى جامعة الأزهر أن أعراض الاكتئاب ظهرت لدى النساء اللواتي يجلسن أكثر من سبع ساعات في اليوم مقارنة باللواتي يجلسن فقط أربع ساعات في اليوم. كما توصلت الدراسة إلى أن النساء اللواتي لم يمارسن أي نشاط رياضي، كن أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة تجاوزت 90% مقارنة مع اللواتي اعتدن ممارسة التمرينات الرياضة. فالجلوس لفترات طويلة دون بذل أي مجهود حركي.. يعطي المرأة الشعور بالانعزال التام والإحباط.. والتوتر النفسي. بينما قضاء الوقت في نشاط بدني يقوي ثقة المرأة بنفسها ويمنحها الإحساس بالسيطرة والإقبال على الحياة. وعلاج الاكتئاب يتم على مستويات مختلفة كالتالي : العلاج الدوائي بواسطة مضادات الاكتئاب – العلاج الكهربي بواسطة تنظيم إيقاع المخ وذلك للحالات الشديدة – العلاج الضوئي وذك فى حالات اكتئاب الشتاء الموسمي – العلاج النفسي الفردي أو الجماعي – العلاج العائلي – العلاج الروحي .

ويستحسن أن يكون العلاج متكاملاً وشاملاً لجميع المستويات البيولوجية والنفسية والاجتماعية والروحية لكي يكون الشفاء كاملاً وممتداً. ثمة حالات معينة يستطيع طبيب العائلة فيها علاج الاكتئاب بنفسه. ولكن في حالات اخرى، هنالك حاجة للاستعانة بمعالج نفساني مؤهل لعلاج الاكتئاب، طبيب نفسي ، من المهم جدا ان يكون للمريض دور فعال في علاج الاكتئاب . فبالتعاون والعمل المشترك، يستطيع الطبيب ان يقرر، سوية مع المريض، نوع علاج الاكتئاب الافضل والاكثر ملاءمة لحالة المريض، مع الاخذ بالاعتبار ماهية الاعراض ودرجة حدتها، الخيار الشخصي للمريض، القدرة على دفع تكاليف علاج الاكتئاب ، الاعراض الجانبية لعلاج الاكتئاب وعوامل اخرى. ومع ذلك، ثمة حالات يكون فيها الاكتئاب صعبا جدا لدرجة تحتم على الطبيب، على شخص قريب او غيره، متابعة علاج الاكتئاب ومراقبته عن كثب حتى يسترد المريض عافيته ويصل الى وضع يستطيع فيه ان يشارك، بفاعلية، في عملية اتخاذ القرارات. تتوافر في الاسواق عشرات الادوية لعلاج الاكتئاب. يستطيع غالبية الناس التخفيف من اعراض الاكتئاب عن طريق الدمج بين الادوية والعلاج النفسي. غالبية الادوية المضادة لحالة الاكتئاب فعالة وناجعة بنفس المقدار. لكن بعضها قد يسبب اعراضا جانبية حادة جدا وخطيرة. يبدا العديد من الاطباء علاج الاكتئاب بواسطة الادوية المضادة لمرض الاكتئاب المعروفة باسم مثبطات اعادة امتصاص السيروتونين الاختيارية أو مجموعة من مضادات الاكتئاب المعروفة باسم مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات أو مجموعة من مضادات الاكتئاب المعروفة باسم مثبطات اكسيداز احادي الامين. كل الادوية المضادة لمرض الاكتئاب يمكن ان تسبب اعراضا جانبية غير مرغوب فيها. تظهر بمستويات متفاوتة الشدة عند مختلف المرضى. احيانا يتم استخدام العلاج النفسي بموازاة العلاج بالادوية وبالتزامن معه. العلاج النفسي هو اسم شامل لمعالجة الاكتئاب من خلال محادثات مع المعالج النفسي حول الوضع وحول الامور المتعلقة به. ويدعى العلاج النفسي، ايضا، العلاج بالمحادثة، الاستشارة او العلاج النفسي – الاجتماعي. و العلاج الأخير هو أن يتم تمرير تيار كهربائي عن طريق الدماغ لاحداث فيضان للمشاعر. قد يكون الاكتئاب، احيانا، شديدا جدا الى درجة انه يستوجب ادخال المريض الى المستشفى لمعالجته في قسم الامراض النفسية. لكن حتى في حالات الاكتئاب الحاد، ليس من السهل دوما اتخاذ القرار بشان طريقة علاج الاكتئاب وما اذا كان هو العلاج الملائم. فاذا ما توفرت امكانية لمعالجة المريض خارج المستشفى بنفس النجاعة او اكثر، فمن الارجح الا يوصي الطبيب بادخاله الى المستشفى. دخول المريض في قسم الامراض النفسية يفضل، عادة، في الحالات التي لا يستطيع المريض فيها الاهتمام بنفسه بشكل لائق، او عندما يكون تخوف جدي من ان يؤذي نفسه او اي شخص اخر. يتعامل غالبية العاملين في مجال الصحة مع الاكتئاب كمرض مزمن يتطلب علاجا طويل المدى، بالضبط كما يتم التعامل مع مرض السكري او مع فرط ضغط الدم ، و بعض المصابين بمرض الاكتئاب يتعرضون لفترة واحدة من الاكتئاب فقط، لكن لدى غالبية المرضى تتكرر اعراض الاكتئاب وتستمر مدى الحياة. و العلاج السليم يمكن ان يحسن شعور المصابين بمرض الاكتئاب في غضون اسابيع معدودة، ويمكـنهم العودة الى ممارسة حياتهم الطبيعية كما اعتادوا على الاستمتاع بها قبل الاصابة بمرض الاكتئاب. و الآن سيدتى دعينى أقول لك خدعوك فقالوا: الإكتئاب شئ غير حقيقي وهو مجرد أفكار سلبية سهل التخلص منها، وإذا أخبرت شخص أنك تعاني من شئ حقيقي، سيقول لك أين هو الإكتئاب؟ هل تستطيع أن تريني صورته؟ المكتئب شخص غير روحاني وصلته بالله ضعيفة وإلا لما أصيب بالإكتئاب. وإذا كان لديه إيمانفسيستطيع أن يتغلب على الإكتئاب بالصلاة. الأدوية الكيميائية هي الحل لمختلف درجات الإكتئاب، ولا يوجد حل آخر ناجح. المكتئب شخص مهزوم ولا يريد أن يتخلص من الإكتئاب ولو أنه بذل الجهد المطلوب في التفكير الإيجابيلتعافى من الإكتئاب تماما. أرجوا من الله أن يبعد عنا شر آثار الاكتئاب خاصى و نحن نمر الان بموسم ازدهار الكآبة التى تصيب بعض السيدات نتيجة التغيرات الجوية الحالية.

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليق